منذ نشأة جماعة الإخوان وهناك أسس قامت علبها جماعة حسن البنّا أولها أن الغاية تبرر الوسيلة، وثانيها استخدام مبدأ التقية، أى إظهار ما هو خلاف الباطن من أجل حماية الدعوة حسب كلام البنّا، وثالثها نقض العهد والخيانة للوصول للهدف بخلاف كل ما ورد فى كتب السابقين وكأنهم اخترعوا دينا جديدا منذ عرفتهم مصر، واكتوت بنارهم ومن أخطر تقنياتهم للوصول للمصلحة ممارسة التجسس والعمالة، لكن هل للجاسوسية مفهوم آخر عند الإخوان؟
المعروف أن الجاسوس هو شخص قرر أن يبيع نفسه للشيطان، أنه يبيع ضميره لمن يدفع أكثر، والجواسيس أنواع، نوع مباشر جدا يعرض بضاعته بوضوح لكنه يفاصل فى الثمن، ونوع يغلف عمالته بالشعارات وبالمبادئ، ومن النوع الأول جواسيس قبض عليهم وحوكموا مثل هبة سليم التى كتب عنها الراحل صالح مرسى فيلمه الشهير «السقوط إلى الهاوية»، وجسدتها فى السينما مديحة كامل التى عرفت بعبارة «دى مصر ياعبلة»، والآن يحقق مع عدد من الجواسيس المعاصرين إبان ثورة يناير منهم سحر سلامة التى ادعت أنها صحفية ونفت نقابة الصحفيين المصرية ذلك، وصديقها رمزى الشبينى، وتم تجنيدهما عبر ضابطين فى الموساد الإسرائيلى هما دافيد وايزمان وصموئيل.
ومن النوع الثانى الذى يغلف عمالته بالمبادئ والفكر تأتى قضية أحمد عبد العاطى مدير مكتب مرسى ومراسلاته مع التنظيم الدولى للإخوان واتصالاته المسجلة مع جهات مخابراتية فى تركيا وبلجيكا والنمسا ولندن وأمريكا، وفى التسريبات هناك مكالمات تليفونية بين عبد العاطى ومرسى يقول فيها مرسى بوضوح لعبدالعاطى «أنت مطمن إن اتصالاتنا دى مش هاتوصل لأصحابنا»، وكأن مرسى كان يشعر أنه يمارس نشاطا يقع تحت بند التجسس أو تهد يد الأمن القومى المصرى، لكن لم يقف الأمر عند هذا الحد، فهناك أيضا قضية التخابر الكبرى التى صدرت فيها أحكام متباينة أيضا، والمتهم فيها كريمة الصيرفى ابنة سكرتير مرسى الشخصى، وعلاء سبلان، الصحفى بالجزيرة وأحمد عفيفى مخرج ومنتج، وكشفت تحقيقات النيابة، أن كريمة الصيرفى طلبت من عفيفى أن يهرب حقيبة تحوى وثائق مهمة إلى قطر، وهى التقارير السرية التى ترسلها الأجهزة السيادية لرئيس الجمهورية، ومنها تقرير عن تسليح الجيش المصرى وعدد القوات المسلحة فى سيناء وحجمها وأماكن وجودها وأنواع تسليحها وأيضا تقرير عن تسليح الجيش الإسرائيلى وآخر عن الإنفاق وحماس وآخر عن كبار موظفى الدولة والأجهزة الرقابية، وآخر عن رموز نظام مبارك وآخر عن إيران وعلاقتها بمصر وأفق التعاون كتبه رفاعة الطهطاوى مدير ديوان الرئاسة.
وتعد هذه هى المرة الأولى التى يتجسس فيها رئيس دولة على شعبة ويتاجر أبناؤه وعشيرته بوثائق تتعلق بالأمن القومى المصرى، ومؤخرا نشر «اليوم السابع» قيمة الشيكات التى يتحصل عليها شهريا الإعلاميون الذين باعوا أنفسهم للمخابرات التركية والأمريكية التى وصلت لـ90 ألف دولار شهريا ليقفوا فى خندق العملاء المأجورين متشدقين بشعارات الحرية ومهاجمة العسكر وهؤلاء انخلعت مفاصلهم بعد محاولة الانقلاب على أردوغان، لأنهم يعلمون مصائرهم فى حال خلع أردوغان وهم لا يعون الدرس ويتصورون أن الملايين التى حصدوها من الخيانة ستحميهم فى منافيهم ولو قرأوا مصير الخونة عبر التاريخ ما سلكوا هذا الطريق وفى قصة خنفس خائن عرابى وعميل الإنجليز عبرة لمن يعى لكنهم لا يقرأون وإذا قرأوا لا يفهمون ألا لعنة الله عليهم أجمعين.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة